Tuesday, October 5, 2010

العذاب ليس له طبقة

مقال جد رائع من روائع الدكتور مصطفى محمود رحمه الله


الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.


*

و ساكن الحي الراقي الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو
الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط

*

و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.

*

و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.

*

و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر
فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.

*

و السيد أو الرئيس أو الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.

*

و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.


*

و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.

*

فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.

*

إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب..
و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.

*

و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.

*

و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.

*

و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة
و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات

*

و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و
العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.

*

و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية..
فأهل الرضا إلى النعيم و أهل
الحقد إلى الجحيم

*

أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب.

*

إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.

*

و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.

*

فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.

*

و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاو الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.

*

أما وراء الكواليس.

*

أما على مسرح القلوب.

*

أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة.

*


و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.

*

أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و أمتاراً من الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.
فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.


Wednesday, March 3, 2010

كيف تستمتع بحياتك الوظيفية؟

سبحان الله والحمد لله.. ولا إله إلا الله.. والله أكبر.. والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
اللهم صلِ على نبينا مُحمد.. خير من صلى وصام.. وخير من سجد وقام.. وقلبه مُطهرُ من اللمم والآثام.. أعطاه ربهُ فصل الخطِاب وجوامع الكلام


عزيزي الموظف:

الكثير من الناس لا يشعرون بمتعه في مجال عملهم ،
ويبدو ذلك واضحاً من خلال ظاهرة الهروب والتأخر والغياب وتعطيل العملاء
وغير ذلك من الأسباب التي تدل على وعي ناقص بطبيعة الحياة العملية ..
لكن كيف تحول عملك إلى مصدر للمتعة بدلاً من كونه مصدراً للألم ؟



1-
في البداية عليك أخي الموظف أن تذكر نفسك دائماً وخصوصا عند الاستيقاظ للعمل بأنك في نعمة كبيرة,
وتستشعر نعمة حصولك على عمل فكثير من الناس لا تجد عمل بسهولة في هذا الزمن ،
وان تقارن نفسك بمن هو اقل منك ولم يجد عمل أو يعمل في وظيفة اقل من شهادته أو راتب ضعيف ،
فتذكر نعمة الله عليك وأحمده وأشكره وهذا ادعى لانشراح الصدر وحصول الطمأنينة وراحة البال..


2-

نلاحظ في مجال الوظائف حدوث حساسيات بين الزملاء، فهذا يكره زميله ، والثاني يرى انه يقوم بجهد يفوق زميله ،
وان فلان يحصل على تقدير اكثر منه ، وانه تعب بشكل اكثر من غيره ولايجد التقدير،
فتبدأ المشاعر السلبيه تتسرب بسهولة للنفس ويحصل الاحباط والضجر وضيق الصدر
، لهذا يجب عليك أيها الموظف ان تحاول ان تحب زملائك اكثر وتعتبرهم اسرتك الثانية
وتتعامل معهم بمزيد من التسامح والحب وثق تماماً ان ما تزرعه تحصده وكل ما تعطيه للناس ينعكس ايجاباً عليك
وان احتاج ذلك احياناً لبعض الوقت حتى يؤتي ثماره ..


3-

لا تكثر من الملاحظات والمقارنات في مجال عملك ،
ركز في عملك فقط ،
لديك عدد ساعات ركز على استغلالها حتى لو لاحظت ان احداً يحاول استغلال نشاطك فلا تقلق
فأن كنت تستطيع المساعدة ولا يسبب ذلك ضغطاً عليك فاحتسب الاجر
وأنت بذلك تكسب العديد في صفك وسينتظر لك الزملاء اقل فرصة ليردوا اليك جميلك ،
فعامل الناس بالحسنى وكن الانسان الذي يضيء بوجوده مكان العمل والذي يحبه زملائه ويسعدون بوجوده ،
وان التزمت بذلك فستجد ان الوقت يمر عليك بسرعة هائلة وانك تستمتع بعملك اكثر وتزادد نضجاً وراحة وخبرة ،
عكس ذلك المهمل الذي يتهرب من عمله فتجده ينظر للوقت في كل دقيقة
ويمر عليه اليوم ثقيلاً بطيئاً لأنه لا يقوم بعمله على اكمل وجه ,,

4-

سوف تجد في مجال العمل اصناف شتى من الناس
وسوف تسمع نصائح ذهبيه لاهم لأصحابها الا جعلك تنحرف عن الطريق
الصحيح ،
مثل طنش ، تجاهل ، العمر ينتهي والعمل لا ينتهي ، خليها بكره ، غيرك بيقدم له الخدمه , تبي ترتاح العب
ولا تظهر جديتك والى غير ذلك من النصائح التي تعكس نظرة ضيقة للحياة ،
فأنت في النهاية تخلص وتتعامل مع لله الكريم الرزاق الذي يراك ويرى اخلاصك وحبك للعمل
وحين تخلص في عملك فأنت تشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة التي اعطاك اياها وتظهر تقديرك لها ،
فأنتظر الثواب والاجر الكبير ، ومن اكرم من اكرم الأكرمين وخير الرازقين ؟

5-

احرص على الالتزام بساعات العمل
فأن كنت ترى ان ثمان و 9 ساعات كثيرة فهناك من يعمل 18 ساعة يومياً
وبراتب قد لايصل لنصف راتبك ومتغرب عن بلاده
مثال بسيط عامل النظافه ومن يعمل في مهن ذات شأن منخفض وكل ذلك لكي يتحصل على لقمة العيش ،
فأحمد الله سبحانه وتعالى وضع في اعتبارك ان هذه الساعات محسوبة عليك وهي التي تأخذ عليها راتبك ،
وتذكر ان الله سبحانه وتعالى يبتلي من يقصر في عمله بالهموم والأحزان ويكافئ من يخلص في عمله ويعطيه حقه ،
فلا تدع للشيطان مدخلاً عليك ولا تترك لنفسك هواها ،
فلو اعطيت لنفسك هواها فحتى لو كان الدوام ساعه واحده فلن تستطيع اكمالها ..

6-

تذكر ان النفوس مختلفه في مجال العمل
وقد تجد من يكره نجاحك فيحاول ازعاجك
، فلا تلقي له بالاً لأنه مرسول ابلبيس ليزعجك
في عملك ،
فكل ماعليك ان تركز هوعملك فقط ولاتلقي لمثل هذه الشخصيات بالاً،
وسوف تخفت وتضعف لوحدها تلقائياً مع مرور الوقت ،
وتذكر ان المكر السيئ لا يحيق الا بأهله ،
وردد دائماً " وافوض امري الى الله ان الله بصيرٌ بالعباد "
فسيتولى الله عنك مثل هذه الشخصيات الحاقدة ويصرف اذاها عنك ..

7-

لا تنسى ان تصلي الفجر في الجماعة وفي الصف الأول
فأن في ذلك بركه عظيمه تنعكس عليك طوال يومك فتبدأ نهارك نشيطاً وبطاعه ،
وسوف تلاحظ حتى تعامل زملائك قد اختلف وتشعر بسكينه وطمأنينة
فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من صلى الفجر في جماعه فهو في ذمة الله "


8-

احرص على الصدقة من الصباح الباكر وانت في طريقك للعمل ،
فأن كنت تأخذ فطورك الصباح معك ،
فأحرص ان تزيد وجبة لكي تفطر به مسكيناً في طريقك ،
فتنعكس بركة عملك عليك ،
ويلحقك بركة دعاء الملائكه حين تقول " اللهم اعطي كل ممسك تلفا وكل منفق خلفا"


9-

لا تكثر التفكير في الاجازات والاعتذارات ،
فما تركز عليه تحصل عليه ، بل ركز باستمرار على سعادتك في عملك ،
فأنك لو اخذت
اجازه عام كامل فسوف تعود للعمل وانت ترغب في اجازة اخرى فهذه هي النفس كما تعودها تعتاد ،
ولكن دع اجازاتك في الاوقات التي تشعر فيها فعلاً انك بحاجة لتجديد نشاطك ..



10-

كما تعامل الناس سوف يعاملك الله ،
فأن كان عملك يلزمك بالتعامل مع العملاء واصحاب حاجات وقمت بتعطيلهم والتراخي في خدمتهم
فلاتستغرب ان وجدت امور حياتك معطله وتسير بصعوبه ،
فضع نفسك مكانهم وتخيل لو كنت عميل ومحتاج للخدمه مثلهم وعامل الناس كما يحبو ان يعاملوك ،
ولاتنسى ان خدمة الناس لها اجر عظيم عند الله فقابلهم بأبتسامه واخلاق عاليه تعكس سمو نفسك وحسن عبادتك لربك .


11-

كل إنسان لا يحمل هدفاً معيناً سوف يشعر بملل سريع
لأن روح التحدي داخله خامده ،
فأن كنت معلماً فأحرص ان تكون افضل معلم في مادتك ،
وان كنت موظفاً فأحرص ان تكون اكفاء موظف في مهنتك ،
واجعل كل ذلك يصب في نهايته إلى رضا الله سبحانه وتعالى ..

Tuesday, February 16, 2010

Always wear your seat belt